يتعجب الكثير من رواد الانترنت من الفرق الشاسع بين المواقع العربية ونظيرتها الغربية سواءً من ناحية التطوير او من ناحية الثبات او التقنيات الحديثة الموجودة بها او من ناحية المحتوى فى حد ذاته.
ولكن المشكلة ليست فى “تخلفنا” وانما تطور الويب يمر بأطوار زمنية وقد سبقنا الغرب فى دخول هذه الاطوار.
ولكن هذه الايام بدأت بواكير تطور الويب العربى تظهر على الساحة فلقد ظهرت العديد من المواقع التى تستخدم تقنيات متطورة مثل الـ QR كود والتحقق من الهوية عن طريق الرسائل النصية او المكالمات.

ولكن مايزال يحزننى حتى الآن أنه لا توجد شركة استضافة عربية كبرى وانما جميعها مهما كبرت لا تتعدى ان تكون موزع لشركة كبرى ،
فحتى وقت قراءتك لهذه الكلمات لايوجد لدينا مركز بيانات “Data Center” عربى واحد.
وربما تُعزى المشكلة لضعف الاستثمارات الضخمة فى هذا المجال والتى تذهب جميعها فى هذه الاثناء الى مجال التجارة الاليكترونية ،
فمشكلتنا جميعاً اننا نبحث عن الربح المادى دون وجود سلعة نبيعها من الاساس ،
وهو مايجعل الارباح قليلة جداً وبالتالى يؤدى الى ضعف الاستثمارات فى تطوير الويب العربى.

وبالعودة لمعضلة مركز البيانات وتأثيرها على تطور الويب ،
فأود ان انوه الى ان وجود داتا سنتر عربى واحد كبير سوف يجعل الويب العربى ينتقل نقلة نوعية بكل ماللكلمة من معنى فوجود داتا سنتر فى المنطقة سوف يجعل سرعة تحميل المواقع اسرع بكثير نظراً لوجود الخوادم “Servers” بجانب المُستخدم مما سيقصّر مسافة نقل الصفحة فى كابلات الانترنت ما سيدفع بدورة لتقليل وقت تحميل الصفحة عما هو موجود الآن فمعظم الخوادم موجودة فى امريكا وكندا واوروبا وآسيا الشرقية واستراليا.

وبالطبع هناك مشاكل أخرى غير عدم وجود داتا سنتر عربى فى المنطقة ،
فمعظم انظمة ادارة المحتوى “CMS” او القوالب الموجودة على الساحة العربية اليوم اجنبية ولا يتعدى دورا دور المُعرّب فأكثر القوالب اليوم مُعرّبة لكن هناك قله خجولة من القوالب التى تم تصميمها او تكويدها من قبل رواد عرب واكثرها قوالب لاتتعدى مستوى متوسط للأسف.



من ناحية اخرى… مشكلة ضعف المحتوى الاعلانى العربى فإذا اتجهنا مثلاً لإعلانات جوجل “” فسنجد ان 70% من الاعلانات التى تظهر فى المواقع العربية هى اعلانات غير عربية وهو مايدفع الزائر لتجاهلها مما يؤثر بالسلب على عائدات الناشر فى ظل الظروف الاقتصادية السيئة التى تمر بها اغلب الدول العربية مما يدفعة للتخلى عن الموقع او الفكرة التى انشأها وإعتقاده انها باءت بالفشل لكن فى الحقيقة هى فكرة جيدة ولكن كان ينقصها الصبر والتمويل ولكن شخص مثله ليس لديه التمويل الكافى ولا الوقت الكافى فلقد اثبتت الدراسات ان 76% من اصحاب المواقع العرب لديهم عمل آخر خارج نطاق الفضاء السيبرانى “الإنترنت”.

إضافة الى ذلك نقص الوعى بين الناس بأهمية الانترنت وان هناك نسبة كبيرة للنجاح فى هذا المجال فيجد صاحب الموقع ايضاً تعليقات هدّامة من معظم من حوله امثله: “كله كلام فارغ” ، “انتا بتضيع وقتك وفلوسك على الفاضى” وغيرها… مايدفع به للتسليم لاول عقبة تقابله وانهاء فكرته.



وفى النهاية… فأود ان انصح كل صاحب موقع الا يقوم بالتسليم للعقبات التى تواجهه بل التغلب عليها فإنه لن يستيقظ بين يوم وليلة ويجد موقعه ناجح كالفيسبوك او يوتيوب او تويتر ويجد جوجل وفيس بوك يتنافسون لشراء موقعة بالمليارات من الدولارات فالنجاح لايأتى من يوم وليلة
وإعلم ايضاً ان الله لايساوى بين من يجد ويجتهد وبين من لا يقوم ببذل مجهود من اجل نجاح فكرتة “من جَدَّ وَجَدْ… ومن زَرَعَ حَصَدْ”.